تعديل الساعة البيولوجيّة الخاصة بك
أولاً: ما هي الساعة البيولوجية؟ "لمن لا يعرفها"
هي جهاز التوقيت الغريزي للكائن الحي، فهي تتكوّن من مركبات معينة "بروتينات" تتفاعل في الخلايا الموجودة في جميع أنحاء الجسم. وهي التي تنظم وقت النوم ووقت الشعور بالجوع والتغيرات في مستوى الهرمونات ودرجة الحرارة.
ثانيًا: كيف أستطيع تعديل الساعة البيولوجية الخاصة بي؟
بناءًا على تجربتي الخاصة سأحدّثك عن نظامٍ اتبعته سابقًا وأعطاني نتائج ايجابية، وكلما اضطربت مواعيد نومي استخدم هذه الطريقة وأقوم بضبط ساعتي البيولوجية كما أريد.
ربما تحتاج إلى عدة أيام لكي تنجح في هذه المهمة، لكن لا بأس طالما أردت حقًا ضبط الساعة البيولوجية الخاصة بك وعزمت على هذه الخطوة.
(عليك بالنوم قبل ساعةٍ واحدة من معاد النوم لليوم السابق)
سأضرب لك مثالاً يوضح الأمر:
إن كنتَ تخلدُ إلى النومِ في الساعةِ الخامسةِ صباحًا، عليكَ أن تجبر نفسكَ اليوم على النوم في الساعة الرابعةِ فجرًا، وفي الغد الساعة الثالثة فجرًا، وهكذا لأسبوعٍ ونصف حتى ينتظم نومُكَ في العاشرة مساءًا كما هو الطبيعي والمتعارف عليه، فيتسنى لك الاستيقاظ على صلاة الفجر دون تعبٍ أو مشقّة.
(الانتظام التدريجي أفضل من قفزةٍ واحدة)
"ماشي نور مكفي فلسفة، كيف رح أجبر نفسي أنام قبل بساعة ونا مخي ما بده ينام؟"
حسنًا صديقي، تمهّل، ها أنا آتيك بالكلام شيئًا فشيئًا.
العادات التي تقوم بها أثناء النهار وما قبل النوم تلعب دورًا كبيرًا في القدرة على النوم من عدمه، فبالطبع لن تتمكن من اغماض جفنيكَ إن كنت قد شربت كوبًا من القهوة بعد العشاء، ولا تقل لي أن جسدي مُعتادٌ على هذا ولا أتأثر بالكافيين وبلا بلا بلا.
سأعطيك بعض النصائح والعادات التي يجب عليك اتباعها حتى يتسنى لك النوم جيدًا في الليل:
- وداعًا للكافيين ما بعد العصر، لا للقهوة لا للنسكافيه، ارحم نفسك وارحم جسدك. إن كنت قد نمت جيدًا في المساء فلن تحتاج للكافيين أبدًا خلال النهار.
- لا تلعب الرياضة قبل ساعتين من النوم. الرياضة تكون في الصباح الباكر، وتمدك بالطاقة لليوم بطوله.
- أبعد هاتفك المحمول عنك قبل النوم. لماذا؟ لأنه من المهمّ النوم في الظلام والابتعاد عن الأضواء الصادرة من الأجهزة الذكية والحواسيب، والتي تعطي أشعة زرقاء تحفز الدماغ على أن يبقى متنبّهًا وفعالًا. كما أن الجسد يتعامل مع الضوء على أنه المنبه الأول للاستيقاظ، فوجود الضوء يحفز الاستيقاظ عبر تقليل تركيز الميلاتونين، فيمكن للشخص تعزيز هذه القدرة عبر إضاءة المصابيح صباحًا، وفتح الستائر، أو المشي متعرّضًا لأشعة الشمس.
- اقرأ أذكارك وتمتم ببعض آيات القرآن بدلاً من التفكير.
- ابتعد عن الوجبات الثقيلة قبل النوم، ك أخصائية تغذية أنصحك بعدم تناول أي شيء بعد العشاء، ستصبح بصحة أفضل ويتحسن نومك عن السابق.
وما بعد كل هذا ال (برم)، النوم الجيّد يعني صحة جيدة ويوم مفعم بالنشاطِ والحيوية، و(راحة البال) هي العامل الاول والأساسي في (راحة النوم) واستمراريته لثماني ساعات دون انقطاع.